الامارات
يتميز شهر رمضان المبارك في دولة الإمارات، بعادات وتقاليد المسلمين الوافدين الذين يضفون على الشهر الكريم نكهة بلدانهم، الأمر الذي يجعل من شهر الصوم في هذا البلد لوحة جميلة تحوي مشاهد رمضانية لمختلف الدول والأقليات الإسلامية حول العالم من المغرب العربي وحتى الهند ومناطق شرق آسيا. حيث يستقبل الناس الشهر بالزيارات العائلية بين الأهل والأقارب وشراء كافة اللوازم تصاحبها فرحة للأطفال بهذا الضيف الجديد والذين يظهرون فرحتهم، ويخرجون للعب في الساحات ،إضافة لوجود حركة في الأسواق والمحلات التجارية ،ويعرف عن المجتمع الإماراتي أنه لازال يحافظ على الكثير من الطقوس الرمضانية والتي اكتسبها عن طريق الأجداد، إضافة إلى ذلك تقام قاعات خاصة للإفطار الجماعي، حيث يتم الاستقبال بابتسامة عريضة مع ترحيب حار قائلين "رمضان كريم وعساكم من عوّاده"، هذه المقولةٌ تتردّد على ألسنة الناس مع بداية شهر الصيام.
وفيما يتعلّق بالأكلات الرمضانية التي تشتهر بها المائدة الإماراتية، فإن الهريس يأتي في مقدّمتها، كما تشتهر المائدة الإماراتية بالثريد والسمبوسة والأرز بمختلف أنواعه: المكبوس والبرياني.
ولدولة الإمارات نصيب وافرٌ من تقديم الوجبات الخيرية على الصعيدين الداخلي والخارجي، أما على المستوى الداخلي ففي أغلب المساجد تجد فيها الموائد العامرة بالأطعمة المتنوعة، والتي توزّع من قبل الجهات الخيرية والمؤسسات الحكومية وخاصة من جمعية الهلال الأحمر الإماراتي.وعلى الصعيد الخارجي تقوم هيئة الهلال الأحمر بتقديم المساعدات والمواد الغذائية إلى بعض الدول الأفريقية والآسيوية الفقيرة.
كذلك يتم نصب الخيام في الشواطىء والبراري للجلوس هناك والترويح عن النفس بعد إتمام العبادة، ويتلذّذ الناس بهجر البنيان والعودة إلى الأصالة، وعادة ما تكون هذه المجالس مجهّزة بوسائل الراحة، ويدور فيها الحديث عن مختلف جوانب الحياة، ويفضّل الكثيرون ممارسة أنواع الرياضة لتساعدهم على هضم المأكولات.
ويوجد في الإمارات ما يُسمّى بالمهرجانات الرمضانيّة، وهي مهرجانات شرائيّة تُنصب فيها الخيام، ويأتي فيها البائعون من الداخل والخارج، ويتقاطر الناس من كل مكان ليشاهدوا الجديد والغريب من البضائع والمنتجات، لا سيما الباعة الصينيون الذين تميزوا عن غيرهم بالأدوات المبتكرة والمتميزة، ويصاحب هذه المهرجانات تواجد ألعاب ترفيهية للأطفال.
40عالماً وداعية ضيوف الإمارات
تستقبل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات مع اقتراب شهر رمضان من كل عام نخبة من كبار العلماء والدعاة والمفتين من مختلف بلدان العالم الإسلامي، وإن دل على شئ فإنما يدل على إن الاهتمام بالعلم والعلماء يندرج تحت مظلة حرص صاحب السمو رئيس دولةالإمارات الذي يسير على نهج والده المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في استقبال العلماء من كل البلدان الإسلامية احتفاءً بالشهر الكريم. وتقوم الهيئة بتسخير كافة السبل التي من شأنها تفعيل دور العلماء في إثراء الشهر الفضيل بالمحاضرات والندوات وإنجاح برامجهم الموكلة إليهم.
وأعلنت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عن استضافتها لكوكبة من علماء الدين المعروفين على مستوى العالم لإحياء الليالي الأولى من شهررمضان المبارك قبل بدء المسابقة الدولية للقرآن الكريم يوم الثامن من شهر رمضان. وسوف تستضيف الجائزة كلا من فضيلة الشيخ محمد حسان وفضيلة الشيخ محمود المصري من مصر والدكتور محمد راتب النابلسي من سوريا كما تستضيف فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني من السعودية وقد شارك في عدة مواسم سابقة للجائزة الداعية الإسلامي الأستاذ عمرو خالد كما يشارك في المحاضرات فضيلة الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي ويلقى خطبة الجمعة في مساجد دبي.
إضافة إلى استضافتها فضيلة الشيخ طارق عبدالباسط عبدالصمد نجل المغفور له الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد المقرئ المعروف تكريما لما تميز به والده في تلاوة وتجويد القرآن الكريم وسير الشيخ طارق على نهجه. جدير بالذكر أن الشيخ طارق من مواليد عام 1959وهو أحد أبناء الشيخ عبدالباسط الذين ساروا على نهجه حيث حفظ القرآن الكريم في سن الخامسة عشرة على يد والده ثم التحق بالتعليم العام وحصل على ليسانس الحقوق حيث يعمل ضابط شرطة ولرغبته في السير على نهج والده ولحبه للقرآن الكريم فقد التحق بمعهد القراءات التابع للأزهر الشريف وحصل على إجازة في التجويد برواية حفص عن عاصم وقام بتسجيل القرآن الكريم بهذه الرواية لإذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية كما يقوم حاليا بتسجيل القرآن الكريم برواية قالون عن نافع المدني وهو إمام أهل المدينة.
دبي تستضيف ثمانية من مشاهير قراء القرآن في الوطن العربي
هذا وسوف تستضيف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي ثمانية من مشاهير قراء القرآن الكريم في الوطن العربي لإحياء ليالي شهررمضان المبارك لهذا العام. والقراء الثمانية الذي سيحيون الليالي المباركة في مسجدي الراشدية الكبير وروضة الأبرار بأم سقيم في دبي هم محمد أنور عبدالحميد من تونس ومحمد الغرباني من اليمن وعمار المشهداني وسيف عمر من العراق وفهد الكندري من الكويت وعبد الهادي كناكري من سوريا وسيد عمار من مصر وعبد العزيز الحوسني من دولة الإمارات.
هذا وتهتم مدن الإمارات بالمساجد وخاصة مدينة الشارقة والتي تعتبر الوجهة المفضلة للكثير من المقيمين نظراً لتمسكها بالعادت والتقاليد الإسلامية المحتشمة والتي يمنع فيها المقاهي والمشروبات الكحولية ويبدو ملحوظاً في حرصها على أن تكون مظاهر العمارة الإسلامية ظاهرة في كل مناحي الحياة للمسلمين. إنه ذلك الفهم الصحيح لمعنى الحضارة والتركيز على التمسك بالجذور والانطلاق منها لمواكبة ركب الحضارة المتقدمة. وروح الإسلام واضحة في كل أرجاء الشارقة ولا شك أن المساجد أبرزها.
يذكر أن دولة الإمارات يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة أكثر جلهم من شبه القارة الهندية، وخاصة من الهند حيث يوجد فيالإمارات أكثر من مليون و 300ألف هندي، وفي المملكة أكثر من مليون و 700ألف، وفي دول الخليج تقريباً خمسة ملايين، وخارج الهند يوجد أكثر من 20مليون هندي ينتشرون في كافة بلدان العالم، وأغلب المقيمين في دول الخليج العربي يدينون بالدين الإسلامي، مع وجود عادات وتقاليدتختلف عن العادات العربية.
No comments:
Post a Comment